(( اقرأ كأنك تعيش أبداً، واكتب كأنك تموت غداً ))

الأحد، 26 ديسمبر 2010

ديمقراطية بلا حجاب

السيدة مروة قواقجي، إلى يمين الصورة.
المؤلفة مروة قواقجي.
عدد الصفحات : 295 صفحة من القطع الصغير.
كانت قراءة هذا الكتاب مفاجأة لي، فقد كان موجودا في بيتنا لمدة طويلة، ولكن قيل لي أن الكتاب غير جيد مما جعلني لا أفكر في قراءته، ولكنني قررت أن أقرأه من باب الفضول، وهنا كانت المفاجأة. فالكتاب من أروع الكتب التي يمكن أن تقرأها، فهذا الكتاب هو جزء من السيرة الذاتية التي خطتها لنفسها النائبة التركية السابقة مروة قواقجي. وعندما نتحدث عن سيرة ذاتية، فالكتاب يشبه القصة ولكن بأحداث حقيقية وواقعية مما يجعل قراءته أكثر إمتاعاً.

تتحدث السيدة مروة عن الفترة التي مرت في حياتها قبل وأثناء وبعد تقدمها للانتخابات في البرلمان التركي بدعم من حزب الفضيلة التركي الذي تنتمي إليه. ليست المشكلة في تقدمها للانتخابات، ولكن المشكلة هي ارتداؤها الحجاب الذي كان يرفض وجوده بشكل قطعي تحت قبة البرلمان، ليس بسبب وجود قانون يحظر ذلك ولكن بسبب سيطرة العلمانيين على الحراك النيابي والسياسي في تلك الفترة.
ما أعجبني في هذا الكتاب هو التصرف الديمقراطي الذي قامت به السيدة مروة قبل تقدمها للانتخابات، فقد أخذت رأي جميع أهلها في ذلك، ومن ضمنهم طفلتاها اللواتي كما أذكر في سن صغيرة (أذكر إحداهن كانت 9 سنوات). كيف كان تحضيرها للانتخابات؟ ما الذي واجهها في معركتها الانتخابية؟ هل كان تصويت الناخبين كافيا لإنجاحها ووصولها للبرلمان؟ من الذي دعمها ومن الذي تخلى عنها في تلك الفترة؟ ما هي أصعب المواقف التي مرت بها؟ كيف أثرت هذه الأحداث على عائلتها وعلى حياتها بشكل عام؟ هذه الأسئلة ستجدون إجابتها في الكتاب، وستصدمكم الإجابات وما آل إليه حالها.

هذا الكتاب يعرض صورة مشَرّفة للمرأة، فنحن معتادون على تقديم المرأة وهي تعاني بين تهافت المعجبين، أو المرأة التي تناضل من أجل الزواج بحبيبها، أو المرأة الريفية المقموعة، أو العاملة القوية التي تحولت إلى رجل، وغيرها من النماذج، ولكن أن تجد امرأة تناضل من أجل فكرة، من أجل مبدأ، من أجل حق، فهذا ما ستجده في قصة السيدة مروة التي كنت أتخيل وأنا أقرأها لو صارت قصتها مسلسلا لكان من أجمل وأنجح المسلسلات. قضية مروة لم تكن قضية شخصية، بل كانت قضية آلاف الفتيات التركيات المسلمات اللواتي لا زلن يعانين من أجل الاحتفاظ بعفتهن وإيمانهن ودينهن إلى يومنا هذا.

ومن الأجل الاعتبار أكثر بهذا الكتاب فانظروا الآن إلى حال البرلمان التركي اليوم، فقد أصبح السيد رجب أردوغان رئيسه، وهو من نفس حزب السيدة مروة، ودخلت النساء المحجبات إلى البرلمان، جنبا إلى جنب مع كافة التيارات السياسية الأخرى، فمعاناة السيدة مروة وجهادها لم يذهب سدى، والحمد لله.

هل أنصحك بقراءة الكتاب؟ نعم نعم نعم، وهو كتاب سهل لين لن تجد صعوبة في قراءته بإذن الله.

موقع السيدة مروة قواقجي: http://www.mervekavakci.net/